وأنا أسترجع أحداث حياتي، أدرك اآلن أنني لم أكن قط
تلك السيمفونية الهادئة التي يتمنى الناس سماعها، ولم
أكن تلك الزهرة النادرة التي يتخيلها الجميع... بل كنت،
في الواقع، فراشة هشة تسقط بسهولة في فخاخ
المخلوقات المفترسة... تلك الفراشة التي ُتحتجز في
أقفاص الظالم. هذا اإلدراك مؤلم، وأتذكر أنني كنت محّط
إعجاب لجمالي الرقيق وهدوئي... وربما لجهلي كذلك.
لكنني أدرك اآلن أن لحظات اإلعجاب تلك كانت مجرد
تشتيت عن الحقيقة المؤلمة؛ فقد أصبح من الواضح أن
القفص لم يكن الشيء الوحيد الذي يهددني ويحيط بي،
ا ُعرضة للوقوع في ِشراك أولئك الذين َسعوا
ًم
بل كنت دائ
الستغاللي من أجل مكاسبهم الخاصة. ال أزال محاطة
باألوغاد من كل مكان... وال تزال لعنة هذا االسم
تالحقني... ال نزال عالقين في شباك عناكبها... لقد تحرر
هو... لكن متى سأتحرر أنا؟... متى سأتمكن من اإلمساك
بخيط الحرية؟... أوّد اللحاق بك.
Commander